افــعــال رجــال الكنــيســة التــي تعــارض الكتــاب المــقدس : تأسيس عقيدة التقليد




كثيرة هي الافعال والاخطاء التي ارتكبها رجال الكنيسة التي تنافي وتعارض الكتاب المقدس ومن هذه الافعال تأسيسهم عقيدة التقليد وترسيخها في حين ان المسيح قد حرمها بنص الكتاب ، فهل نحن افهم من المسيح له المجد ؟.. هو كان قد ذم اليهود لاتباعهم قادتهم العميان واتباع تقاليدهم والتي تتقاطع في اكثر الاحيان من وصايا الرب في الكتاب ، اقرأوا ما يذكر الكتاب : ( هذا الشعب يكرمني بشفتيه اما قلبه فمبتعد عني بعيدا وباطلا يعبدونني وهم يعملون تعاليم هي وصايا الناس ) متى 15 : 8-9 . وقل في نص آخر : ( لماذا تتعدون وصية الله بسبب تقليدكم . فان الله اوصى قائلا اكرم اباك وامك ومن يشتم ابا واما فليمت موتا ، واما انتم فتقولون من قال لأبيه او امه قربان هو الذي تنتفع به مني . فلا يكرم اباه أو امه ، فقد ابطلتم وصية الله بسبب تقليدكم ..) متى 15 : 3- 7 . اذن من الواضح ان التقليد حرام ولا يجوز بنص الكتاب الا اننا نرى رجال الكنيسة يؤمنون بالتقليد وليس هذا فحسب بل يأمرون الناس بالتقليد ويسمونه التقليد المقدس وفي مصطلح الكنيسة الغربية ( holly tradition ) وقد اصطلحوا مصطلح جديد وهو ( التقاليد الصحيحة والتقاليد الباطلة).
واكيد انكم ستستغربون وتقولون كيف مرر رجال الكنيسة عقيدة او مسالة التقليد مع وجود هذه النصوص الصريحة التي تحرم ذلك ؟... الحقيقة انهم استخدموا هذه الحيلة الخداعة للالتفاف حول النص كما يقال ، هم يعرفون ان هنالك نصوص صريحة تحرم التقليد وتذمه وتوبخ من يعمل به لكن ما العمل للخروج من هذا المأزق ؟..قاموا باستحداث مصطلح التقاليد الصحيحة والتقاليد الباطلة ، لمحاولة ايهام الناس ان هنالك فرق بين التعبيرين والواقع ان المعنى واحد فليس هناك تقاليد صحيحة وتقاليد باطلة بل ان اي تعليم خارج دائرة الكتاب المقدس هو انحراف عن الخط الصحيح الذي رسمه الرب لنا . واكيد انكم سمعتم او وقرأتم في كتابات آباء الكنيسة والباحثين المسيحيين ان التقليد هو التعليم الرسولي الذي وصل الينا عن طريق الأجيال والآباء غير ما مكتوب في الكتاب المقدس ، وهو يلبي حاجة المؤمنين في كل زمان ومكان وخصوصا الطقوس الكنسية وغيرها كلها وصلت الينا عن طريق التقليد .
فهم يستدلون بالنص الانجيلي الذي ذكر في انجيل يوحنا : ( وآيات اخر كثيرة صنع يسوع قدام تلاميذه لم تكتب في هذا الكتاب) يوحنا 20 : 30 يحتجون بهذا النص ان امور كثيرة لم تكتب ولكن تم تداولها عبر الاجيال من خلال التقليد .. يستدلون بهذا النص لتمرير مشروعية التقليد .. ولو سلمنا وقلنا ان هنالك تعاليم لم تذكر فما هي حدود هذه التعاليم ومن اين تبدا والى اين تنتهي ؟..وان كانت من مصدر واحد فلماذا الكنائس مختلفة فيما بينها ؟..لماذا طقوس الكنائس مختلفة ان كان مصدرها المسيح بالذات ؟...هذه امور يجب ان نلتفت اليها كمؤمنين بالمسيح له المجد ، وواجب علينا ان نحفظ ايماننا من خلال الالتزام بنص الكتاب ، هو المسيح نفسه امرنا ان نحفظ وصاياه : ( ان كنتم تحبونني فأحفظوا وصاياي ) (ان حفظتم وصاياي تثبتون في محبتي كما اني انا قد حفظت وصايا ابي واثبت في محبته ) يوحنا 14 : 21 . هذا هو الطريق الصحيح لحفظ الأيمان من خلال الألتزام بالكتاب وحده بعهديه لا بأتباع تقاليد الشيوخ والآباء مهما كانت درجتهم ومنزلتهم عند الناس والكنيسة . يوجد نص في كتاب " اللاهوت المقارن ج 1 " للأنبا شنودة بابا المسيحيين الأقباط يقول فيه حول التقليد انه يرجع الى الانبياء ، يعني في فصل عنوانه ( اقدمية التقليد) يقول ان التقليد يرجع الى زمن الانبياء واول من قلد هو هابيل الصديق ابن آدم ابو البشر ، وكذلك من جاء بعدهم النبي ابراهيم ويعقوب و و..الخ من الانبياء نرد على هذا الكلام و نقول ان هذا الكلام مع احترامنا غير تام وغير صحيح ، فالأنبياء يستلمون التعاليم والتشريعات مباشرة من الخالق العظيم ، الوحي الذي ينزل اليهم هو كافي لمعرفة التعاليم فلا حاجة لهم للتقليد من الاساس .. لماذا يقلد من يستلم الوحي هذا اولا ..اما ثانيا فان ما يقوله الانبا حول تقليد الصديق هابيل هو كما يقال سفسطة وتدليس للحقائق ، لان الفاصلة الزمنية بين هابيل وابوه آدم ليست كبيرة حتى يحتاج الى التقليد ، وحتى لو قلد هابيل والده آدم فان ابوه من الانبياء وهو يعلم التشريعات والناموس بل هو مصدر التشريعات ، اما اليوم اي بعد مرور سنوات على رحيل المسيح عنا فأن التقليد لا يستمد روحه وجوهره من التشريع الصحيح بل هي تقاليد رجال عاديين ليسوا انبياء يقدمون للناس طقوس وتعاليم قد تكون مخلوطة بالآراء العقلية البحتة والجهد الشخصي للفكر البشري .. ونحن نعلم جيدا الفرق بين كلام اهل الأرض وكلام اهل السماء كما قال الكتاب (الذي يأتي من فوق هو فوق الجميع ، والذي من الأرض هو ارضي ومن الأرض يتكلم ، الذي يأتي من السماء هو فوق الجميع ) يوحنا 3 : 31 – 32 .
من فكر المسيح العائد

0 التعليقات: